الفلسفة العمرانية والعولمة

الفلسفة العمرانية والعولمة

ماعاد العالم مجموعة من الدول ذات حدود واضحة ،بل صار العالم أشبه بحافلة سياحية كل ما يحدث فيها لفرد يتأثر به كل الركاب .فلو أصيب راكب بجرح أو مرض يستدعي علاجا ً فوريا ً كالتهاب الزائدة الدودية مثلا ً،لإنعكس ذلك على الركاب جميعا ً،فهم سيعملون على نقل الراكب الى مستشفى لتلقي العلاج .
وهذا شبيه بحال الأسرة الدولية فهي تتدخل لأسباب معلنة وأسباب غير معلنة .وقد أثبتت الفلسفة العمرانية أنها الجواب على أحداث العصر .إذ ما جرى وما أسفر عنه من نتائج لم يفض ِ الى العمران المطلوب ،بل اقتصر على تبديل رأس النظام والخلوص الى حال شبيهة بالحال السابقة .أو الى حال لم ترض ِ المتظاهرين ،ليس هذا فقط ،بل لم ترض ِ الأسرة الدولية .فما يحدث من تظاهر أو عمل أو حدث دولي يبادر الأطراف الرئيسيون الى توضيح رأيهم وفعاليتهم .ولاشك أن العالم يعاني اليوم من مشاكل اقتصادية في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط مصدر النفط وموضع ثروات مالية ومركز توتر إقليمي وعالمي لذلك يتحرك اليوم عبر مجلس الأمن والدول الفاعلة لفرض أنظمة تخفف من التوترات والضائقات المالية والاقتصادية .
إن العمران عملية جماعية واجتماعية ولايستطيع فرد أو دولة أن ترتقي دون الآخرين ،ولا يمكن أن تقع دولة في مشكلة دون تدخل المجتمع الدولي في حلول لها . فكما أن البناء يضم عائلات متعددة ،وكما أن الحافلة تضم ركابا ً من مختلف الجنسيات كذلك العمران يقوم به أعضاء فاعلون للصالح العام. ومن غنى على غصنه غنى وحيدا ً .

hada sahih